مهارات سرعة التعلم والذكاء

من طرف **Admin** الخميس يناير 26, 2017 11:46 pm

لو سألتك ما إجابتك على الأسئلة التالية: ما معنى الذكاء بالنسبة إليك؟ ومن الإنسان الذكي من وجهة نظرك؟ وكيف تقيس الذكاء؟ أرجو التوقف هنا عن القراءة وكتابة إجابة السؤال قبل أن تكمل طبعًا إذا أردت أن تستفيد أكثر والأمر إليك.

على فكرة! إن كنت ما زالت تبحث عن إجابة السؤال الذي طرحته عليك في فقرة "حقائق أساسية عن التعلم لا بد أن نعيها جيدا" والتي وردت أعلاه، إنها اللغة فهي المهارة الأساسية للتواصل بيننا وبين الآخرين ويصعب العيش دون هذه المهارة وكل واحد منا تعلم اللغة في البيت قبل أن يدخل المدرسة!

إن معنى الذكاء في اللغة العربية يدور على جملة من الصفات أبرزها القدرة على التفكير، والاستنتاج المنطقي، والتوهج العقلي، والألمعية، والطلاقة اللغوية والقدرة على خزن المعلومات واسترجاعها، والتوصل إليها. ويترادف معنى الذكاء في الغالب مع سرعة الفهم وحسن التعبير عما بالنفس في أغلب كلام العرب. وعلى الرغم من أن هذا هو المعني اللغوي إلا أنه قد يختلف عن كثير من معاني كلمة الذكاء التي في أذهان الناس. ماذا عن إجابتك هل اختلفت عن هذا المعنى اللغوي؟

وإذا تأملت في واقع الكثيرين من حولك فإنك قد تلاحظ أن وصف الناس لشخص أنه ذكي أو غبي، قد يتغير ويختلف بتغير واختلاف السياق أو الظروف التي تحيط بالأحداث. فقد تسمع أستاذ الرياضيات البحتة أو الفيزياء النظرية في جامعة عالمية مرموقة يقول لنفسه كم أنا غبي؟! لقد نسيت أن أملأ خزان السيارة بالوقود! وها أنا ذا أنتظر من يسعفني! كما أنك قد تسمع صرخة المعلق الرياضي على مباراة كرة قدم " يا الله! لعبة ذكية من لاعب ذكي" تعقيبًا على مهارة اللاعب في تنفيذ ما يسمى بجملة تكتيكية عالية المستوى.

إن غياب اتفاق الناس على تعريف محدد للذكاء يصطلحون عليه، وعدم معرفة كثير منهم للمعنى اللغوي الصرف للكلمة الذي أوردناها آنفًا، أدى إلى عدم وضوح معنى كلمة ذكي وضبابية كلمة غبي عند أغلب الناس، تلك الكلمتان اللتان نستخدمهما بكثرة في حياتنا خصوصًا في مجالي التربية والتعليم سواءً في البيوت أو المدارس. وكم من رجل أو امرأة صدقوا أنهم أغبياء لأن أحد الوالدين أو الأقرباء أو المدرسين كان يصفه باستمرار بأنه غبي أو بأنها غبية. والغريب للأسف أن القليل من الآباء والأمهات والمدرسين والمدرسات يركز على استخدام وصف (ذكي) حين يتواصلون مع أبنائهم أو طلابهم.

مال بعض علماء النفس وعلماء التربية في الآونة الأخيرة واصطلحوا على تعريف "الذكاء"، بأنه القدرة على مواجهة الصعاب، ومهارة التكيف مع الظروف الطارئة، ومن ثم حل المشاكل التي تعترض طريق الفرد. وظهر في الأفق فهم مختلف للذكاء لم يحصره في معناه القديم المتركز حول الطلاقة الكلامية وسرعة البديهة والفهم وقوة الذاكرة بل جعله مرتبطًا أكثر بالقدرات المختلفة عند الإنسان التي تساعده في حل المشكلات التي قد تصادفه، فظهر ما يسمى بالذكاء المتعدد.